العلمانية
عانت أوربا كثيرا
من تسلط الكنيسة وبابواتها
على أباطرتها في
العصور الوسطى استنادا
لنظرية السيفان الكنسية
والتي تفترض وجود نوعان
من السلطة أولهما المادية
أو الدنيوية ويمثلها
الإمبراطور وثانيهما
الروحية أو الأخروية
وتمثلها الكنيسة بباواتها
. ولما اشتد الصراع بين
الباباوات من ناحية والأباطرة
من ناحية أخرى وازداد
معه تسلط الكنيسة مما
سبب العديد من المشاكل
على المستوى السياسي
حتى أن مكيافيلي اتهم
الكنيسة بأنها السبب
وراء تفكك وضعف إيطاليا
ونادى
بما اسماه الدولة القومية
التي كانت مرحلة وسيطة
بين الثيوقراطية (تسلط
الكنيسة ) والعلمانية
(فصل الدين عن الدولة) وان
كانت مجرد مقدمة تمهيدية
في واقعها .
في ظل هذه الظروف
ظهرت العلمانية كرد فعل للسخط
المتزايد على تسلط الكنيسة
.وكمحاولة فكرية لمعالجة
ما أفسدته الثيوقراطية
الكنسية .ومرت العلمانية
بثلاث مراحل
الأولى مرحلة الحداثة
وفيها زاد الفكر النفعي
واخذ مجراه للحياة الأوربية
واهتمت أوربا بالعلوم
الطبيعية
محررة العقل الأوربي
من تسلط الكنيسة ومحرماتها
العلمية لتنفتح أمام
العقل الأوربي طاقة هائلة
تكفي لبدأ تقدم علمي اوربي
.المرحلة الثانية زاد
بها الفكر النفعي وتغو
لت المادية فيه . والثالثة
مرحلة المعاصرة وزاد
بها الفكر الاستهلاكي
المادي لتظهر اوبا صورتها
الحالية .
والعلمانية في واقعها
صنفان :الأول العلمانية
الجزئية وتنادي بفصل
الدين عن السياسة مع الوقوف
موقف المحايد من باقي
مناحي الحياة وهي ما يطلق
علية العلمانية المعتدلة
او الإنسانية
الثاني العلمانية الكلية
التي تنادي بفصل الدن
عن الدنيا بجميع مناحيها
أي عل منة العلم والفكر
والحياة الاجتماعية برمتها
أي ان يظل الدين جزءا غير
مرئيا من حياة المرء إذ
هو علاقة بينة وبين ربة
.
والعلمانية هي فلسفة
بشرية للحكم بعيدا عن
الكنيسة وان الصق البعض
بها بعض الألفاظ الجذابة
مثل الديمقراطية والحرية
الدينية أو ممارستها
أو كحقوق الإنسان وميثاقها.
والعلمانية في فلسفتها
أو أيدلوجياتها لا تضمن
بأي شكل من الأشكال هذة
الحقوق البشرية اذ الضامن
الوحيد لهذه الحقوق هو
الشعب الواعي سياسيا
ودينيا والمناضل حياتيا
.وان كانت العلمانية هي
جالب هذه الحقوق للساحة
الوجودية او النقاشة
فلقد فعلت الشيوعية الماركسية
على المستوى النظري من
قبل
كما فعلت العديد
من النظم الاوليجاركية
من قبل ولم تلبث ان انقلبت
على عقبيها وكذا انظم
الثورية .
اذن فادعاء هذا للعلمانية
ليس صحيحا صرفا فالفضل
هنا للشعوب ليس حتى للفكر
العلماني .